غصت في أعماق البحار ، عالم تحبسه السكينة و الوقار
إبداع تميز من الأسرار ، ما هو سحر و إنّما خلق الجبار
فتهت بين نفحات أمواجه، أبحث عن أروع مخلـوقاتـــــــه
حوت كبير وديع مضيء ، قرش مخيف للسمـك مسيء
مخلوق صغير أمام الملأ ، في لبّه كنز صاف يتلألأ
هو مرجان ذو جوهرة نقية، مثل للفتـاة العفيفة الأبيّة
عالم من السحر أبهرني ، من صنع الله الذي خلقني
غرقت في خلق الله أتدبر ، و عقلي و قلبي من الإعجاب يتفجر
فتسلل إلى قلبي شعور شوق ، لرؤية منظر الغروب من فوق
غيوم باهيـة بيـضـاء ، و سماء صافية زرقــاء
شمس ذهبية صفـراء، على طرف البحـر غنـّاء
تودّع نهـارا طويلا هادئا ، لتخلد إلى نوم عميق هانئ
فتصنع جسرا من السّحر و البيان، شقّ أحمر أبدعه المنّـان
لتأتي طيورعلى قوارب الغدير، تستمتع بمنظر ماء جرير
خلْق الله إبـــداع، جمـال و سحر و إوداع
أنهـار فيّـاضة جارية ، و حقول و مروج زاكية، و أزهار من كلّ لون باهية
إذا ما انساب ليل النـّوم، تتزين السماء بمصابيح النـجوم، جعلت للشياطين رجوم
قمر بدر في الأفق تـــاج ، يعكـس ضوءه كأنـه سـراج
جعل الأرض مهــادا ، و رفع السمـاء من غير عماد
جعل المخـلوقات أزواجــا ،وقمرا في السمـاء سراجـا
خلق الإنسان من نطفة قدّرها ، إلى علقة فمضغة صوّرها
لقدكسا العظـام لحمـا ،ثم سوّاه رجلا صالحـا وشهمــا
هو الله أحكم الحاكمين ، و أحسن الخالقيــن..
جعل القرآن دواء العلل ، كلام ربّـاني منزه من الخلل
هو الذي جعلنا طينـا و صلصالا ، و الجـنّ من مارج من نار
تغنـي في العش عصافير ، تغرد تسبح للقدير
فذاك خرير الأنهار ، و هذا حفيف الأشجار
فراش تسبـح الباري ، في صحو أو في جو إعصار
تسبيحها لله يجعلها ، تعلوا على الدنيا بإصرار
و كلّهم ينادي ربّ العباد ، أن يرزقهم الهناء و السّداد
فما مصير حياة الانسـان ، بعد قوة أو ضعف إيمان
لا عيش هناء و لا بقاء ، هي منية و فنـــاء
سيأتي اليوم الموعـود ، و يرحل فيه كلّ شخص في الوجود
فمن آمن و تاب صالح ، و من كفر و جحد طالح
و إن هبت عاصفة هوجاء ، فلن تترك لي الصفـاء
و لا أدري حتى ماذا أقول ، كلماتي تتلاشى و تحول
آه....كيف السبيــل كيف الوصــول؟؟؟؟
يا عبد الله لا تخف و تشجع ، ثق بالله وإليه تضرّع
ضاعف جدّك تابع جهدك ، فبجدك ستكون الأروع
لا تلوموا عباراتي فهي تتمزق ، و القلب من خشية الله يتقطّع
ربما أضحيت للحياة أعشق ، و فؤادي باكيا يتمزق
لا تأمنن الحياة و زينتها ، فيها صحة و طيها علل
فكم صُحبت و قد نُفـرت ، فلا في ذلك خوض و لا جدل
و إنـها أضحت مناما أراه في أحلامي ، أو شوكة تحتل دفتر آلامي
هذا هو خلق الله العظيــم ، و إنـي كنت لمن الظــالميـــن..